الذكرى السنوية الأولى لزلازل 6 فبراير/شباط في تركيا وسوريا
يعرب مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث عن تضامنه مع تركيا وسوريا والمنطقة المتضررة على نطاق أوسع في الذكرى السنوية الأولى للزلازل التي وقعت في 6 فبراير/شباط 2023. حيث تسببت آثار الزلازل في مقتل أكثر من 50,000 شخص في تركيا وأكثر من 5,000 شخص في سوريا، وأثر على أكثر من 15 مليون شخص، مما يؤكد العواقب الخطيرة والبعيدة المدى للكوارث.
أسفرت الزلازل عن تدمير أكثر من 38 ألف مبنى وتضرر أكثر من 200 ألف مبنى بشدة في تركيا. استجاب المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة ووكالاتها، بجهود إغاثة مكثفة لمساعدة السلطات الوطنية والمحلية في إدارة الاستجابة الواسعة.
ومع استمرار جهود التعافي وإعادة الإعمار، فإن التركيز على إعادة البناء بشكل أفضل وعدم ترك أحد خلف الركب أمر ضروري لتعزيز قدرة البنية التحتية والأفراد والمجتمعات في المنطقة المتضررة على الصمود أمام الكوارث. ورغم أن الزلازل الكبرى نادرة الحدوث، فإنها تمثل 58% من الوفيات المرتبطة بالكوارث على مدى العقدين الماضيين (من 2000 إلى 2019)، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ تدابير استباقية.
علاوة على ذلك، لم تتسبب الزلازل في خسائر بشرية فادحة فحسب، بل تسببت أيضًا في خسائر اقتصادية تزيد قيمتها عن 630 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل 21% من إجمالي الخسائر الاقتصادية المسجلة الناجمة عن الكوارث من عام 2000 إلى عام 2019. ويساعد فهم البيانات التاريخية والدراسات الجيولوجية في تحديد المناطق الأكثر عرضة للخطر، مما يوفر فرصًا لتنفيذ استراتيجيات فعالة للتخفيف من تأثيرها.
وتماشيًا مع إطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث، ينبغي تركيز الجهود على منع خلق المخاطر من خلال تحديث وفرض أنظمة البناء لضمان أن تكون الإنشاءات الجديدة قادرة على الصمود في مواجهة المناخ والكوارث. وبالإضافة إلى ذلك، يتضمن تقليل المخاطر القائمة إجراء تقييمات مفصلة لضعف الهياكل الحالية وتعزيز تلك التي تُعتبر في خطر، معتمدًا على نهج شامل للوقاية من الكوارث.